• 359 عدد المشاهدات

العمل الخيري وخوارزميات التواصل الاجتماعي

في عصر تجازوت فيه وسائل التواصل الاجتماعي دورها في الترفيه والتواصل، لتلعب دورًا حيويًا في تشكيل المجتمعات وتوجيه الأحداث العالمية. تشهد هذه المنصات نموًا متسارعًا في عدد المستخدمين والنشاطات التي يتم من خلالها، مما يجعلها أداة قوية التفاعل الاجتماعي والتأثير العالمي. وفقًا لتقرير صادر عن We Are Social و Hootsuite في عام 2023، بلغ عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 4.9 مليار شخص حول العالم، مما يعكس الدور الجوهري لهذه المنصات من أبسط دردشة روتينية إلى أضخم حدث عالمي.


الخوارزميات ..، عقول ذكية تدير العالم!

خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي هي نظم معقدة تستخدمها منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام لتحديد المحتوى الذي يظهر للمستخدمين. تعتمد هذه الخوارزميات على مجموعة من العوامل، منها تفضيلات المستخدم، التفاعل مع المحتوى السابق، ومدة التفاعل مع المنشورات. تهدف هذه الخوارزميات إلى تقديم محتوى يتماشى مع اهتمامات كل مستخدم، مما يزيد من فرص التفاعل.


إذن كيف تعمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي؟

تعمل خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي بناءً على تحليل البيانات الشخصية وسلوك المستخدمين. تشمل هذه العملية الخطوات التالية:


  1. جمع البيانات: تجمع المنصات بيانات حول نشاط المستخدمين، مثل المنشورات التي يتفاعلون معها، والأشخاص الذين يتابعونهم، والمواضيع التي يبدون اهتمامًا بها.

  2. تحليل البيانات: تُحلل هذه البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد الأنماط والاتجاهات.

  3. تخصيص المحتوى: بناءً على التحليل، تُخصص المنصات المحتوى لكل مستخدم بحيث يتناسب مع اهتماماته وتفضيلاته.



كيف تغير الخوارزميات قواعد اللعب في العمل الخيري؟

في العالم الافتراضي لديك دورات لتشغلهما لاثالث لهما، إما أن تفهم قواعد اللعب وتلعب وفقها وتستمتع بالوصول لملايين الأشخاص بنقرة زر، أو مستهدفاً من اللاعبين المحترفين لتكون في عداد الجمهور المتلقي!
هنا بعض التوصيات الأساسية التي تحمل خبرات سنوات في التعامل مع الخوارزميات في سياث العمل الإنساني:

1. جودة المحتوى أولاً، والفائز من يجمع بينه وبين جذب الجمهور: 

خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تفضل المحتوى الذي يثير التفاعل. لذلك، يجب على المنظمات الخيرية إنتاج محتوى ذو جودة عالية يجذب انتباه الجمهور. يتضمن ذلك:

قصص مؤثرة: سرد القصص الإنسانية المؤثرة يمكن أن يجذب تعاطف الجمهور ويشجعهم على المشاركة والتبرع. على سبيل المثال، مشاركة قصص النجاح والتأثير الإيجابي الذي أحدثته التبرعات يمكن أن يلهم الآخرين.

وسائط متعددة: الفيديوهات والصور تعد أكثر أنواع المحتوى تفاعلاً. استخدام الفيديوهات لعرض المشروعات والخدمات التي تقدمها المنظمة يمكن أن يزيد من التفاعل والمشاركة.

2. افسح مكاناً للجمهور ودع له مساحة للتعبير:  

تفضّل الخوارزميات المحتوى الذي يحصل على تفاعل كبير. يمكن تحفيز التفاعل من خلال:

الأسئلة والاستطلاعات: طرح أسئلة واستطلاعات رأي حول قضايا إنسانية واجتماعية يمكن أن يشجع المتابعين على التفاعل والمشاركة.

التحديات والمسابقات: تنظيم تحديات ومسابقات تشجع الجمهور على المشاركة والمساهمة يمكن أن يزيد من التفاعل.

3. الساعة الذهبية موجودة للدعم: 

توقيت النشر يلعب دورًا كبيرًا في مدى ظهور المحتوى. من خلال تحليل البيانات المتاحة على المنصات الاجتماعية، يمكن للمنظمات تحديد الأوقات التي يكون فيها جمهورها أكثر نشاطًا. النشر في هذه الأوقات يمكن أن يزيد من فرص رؤية المحتوى والتفاعل معه.

4. المؤثرون طريقك لجمهور أوسع: 

التعاون مع المؤثرين الذين لديهم قاعدة جماهيرية كبيرة يمكن أن يعزز من وصول المنظمة إلى جمهور جديد. يمكن للمؤثرين نشر محتوى عن المنظمة والترويج لحملاتها، مما يزيد من الوعي والتفاعل.

7. في وسط فيضان المحتوى، لاتنسَ المصداقية مع مجتمعك الافتراضي: 

الشفافية في نشر المعلومات حول كيفية استخدام التبرعات وأثرها الفعلي يعزز من ثقة الجمهور. نشر تقارير دورية وتحديثات فورية يمكن أن يزيد من مصداقية المنظمة ويشجع على المزيد من الدعم.


محتوى العمل الخيري وSEO: كيف تصنع محتوى لا يُمكن تجاهله؟

تحسين محركات البحث (SEO) يعد جزءاً أساسياً من استراتيجيات التسويق الرقمي، حيث يساعد في زيادة ظهور المحتوى على الإنترنت وجذب جمهور أكبر. لتحقيق أقصى استفادة من SEO، يجب على المنظمات الخيرية اتباع مجموعة من النصائح لتحسين محتواها ليتناسب مع معايير SEO:

1. استخدام الكلمات المفتاحية بشكل فعّال

اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة: يجب إجراء بحث دقيق لاختيار الكلمات المفتاحية التي تعبر بشكل أفضل عن محتوى العمل الخيري. يمكن استخدام أدوات مثل Google Keyword Planner لتحديد الكلمات المفتاحية ذات الصلة مثل 'خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي'، 'العمل الخيري'، 'التسويق الاجتماعي'، و'تحسين محركات البحث'.

توزيع الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي: يجب تضمين الكلمات المفتاحية بشكل طبيعي في العناوين، الفقرات، والوصف التعريفي، دون الإفراط في استخدامها لتجنب عقوبات جوجل.

2. كتابة عناوين جذابة وواضحة

العناوين الواضحة: يجب أن تكون العناوين واضحة وتعبر بدقة عن محتوى المقال.

استخدام الكلمات المفتاحية في العنوان: تضمين الكلمات المفتاحية الرئيسية في العناوين يمكن أن يعزز من تصنيف المحتوى في محركات البحث.

3. تحسين الوصف التعريفي (Meta Description)

وصف مختصر وجذاب: يجب أن يكون الوصف التعريفي مختصرًا (150-160 كلمة) وجذابًا، ويحتوي على الكلمات المفتاحية الرئيسية.

دعوة لاتخاذ إجراء: يمكن تضمين دعوة لاتخاذ إجراء لجذب القراء لزيارة الصفحة أو التفاعل مع المحتوى.

4. استخدام الروابط الداخلية والخارجية

الروابط الداخلية: الربط بين المقالات والمحتويات ذات الصلة داخل الموقع يمكن أن يساعد في تحسين تجربة المستخدم وزيادة مدة بقائه على الموقع، مما يعزز من تصنيف الموقع في محركات البحث.

الروابط الخارجية: الربط بمصادر موثوقة ومواقع ذات سمعة جيدة يمكن أن يعزز من مصداقية المحتوى ويساهم في تحسين تصنيف الموقع.

5. التحسين المستمر للمحتوى

تحديث المحتوى بانتظام: مراجعة وتحديث المحتوى بانتظام لضمان ملاءمته لأحدث معايير SEO وبقائه ذي صلة للجمهور.

تحليل الأداء: استخدام أدوات التحليل مثل Google Analytics لمراقبة أداء المحتوى وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
6. تحسين سرعة تحميل الموقع

تقليل وقت التحميل: سرعة تحميل الموقع تعد عاملاً مهماً في تحسين تجربة المستخدم وتصنيف الموقع في محركات البحث. يمكن تحسين السرعة من خلال تحسين الصور وتقليل حجم الملفات واستخدام تقنيات التخزين المؤقت.

استخدام أدوات التحليل: أدوات مثل Google PageSpeed Insights يمكن أن تساعد في تحديد المشكلات المتعلقة بسرعة التحميل وتقديم توصيات للتحسين.

7. تحسين تجربة المستخدم (UX)

التصميم الجذاب: يجب أن يكون تصميم الموقع جذابًا وسهل الاستخدام، حيث يعزز ذلك من تجربة المستخدم ويزيد من مدة بقائه على الموقع.

الاستجابة للمستخدمين: يجب أن يكون الموقع متجاوبًا ويعمل بشكل جيد على جميع الأجهزة، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.



في الختام، لا يمكن إنكار الدور الحيوي والمتعدد الأوجه الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث. فهي ليست فقط وسيلة للتواصل والترفيه، بل أصبحت أيضًا أداة قوية للتأثير والتغيير الاجتماعي، والتسويق، وبناء المجتمعات، وتحقيق الأهداف الإنسانية. لذلك كنت عاملاً في ميدان العمل الإنساني أو صانع محتوى طموح لإيصال رسالتك الإنسانية لا تنسَ أن تبقى على اطلاع على أحدث الاستراتجيات في التعامل مع الخوارزميات، لأنها إن كانت في صفك ستجعل لعملك بعداً آخر وأثراً أعمق حتماً!